امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الاثنين، 2 يناير 2017

المحاضرة السادسة- مناهج البحث العلمي

المحاضرة السادسة

مناهج البحث العلمي



        كما اسلفنا سابقا فانه توجد العديد من مناهج البحث العلمي والتي تختلف باختلاف المدارس الفقهية وسنتناول في هذه المحاضرة اهم تلك المناهج، او المناهج الاكثر استخداما من بين تلك المناهج الاخرى والتي تفيدنا في الدراسة الاولية لموضوع البحث العلمي والتي يمكن الاستفادة منها ايضا في مجال البحث العلمي الامني والذي يمتاز بعدم وجود دراسات سابقة للكثير من موضوعاته او العناوين الفرعية  او بالجزئيات التي يتعامل بها على عكس البحث العلمي في المواضيع غير الامنية والتي تزخر المكتبات والاسواق ووسائل التواصل الاجتماعي بالألاف منها وبمختلف اللغات، ومناهج البحث العلمي متعددة ومرتكزاتها متعددة ايضا فالمنهج العلمي الذي يتناول او يستخدم في القوانين هو المنهج المقارن او الوصفي اساسه القانون او المنهج المستخدم في البحوث الهندسية اساسه الشكل وفي الرياضيات هو العدد وفي العلوم الامنية هو الفرد والمعلومات والمواد والمنشآت في الدراسات الاجتماعية والتاريخية هو الانسان وسواء تم تقسيم تلك المناهج الى عامة او خاصة فانه يمكن التطرق الى اهم تلك المناهج :-

اولا- المنهج التاريخي:-
   التاريخ سجل للأحداث الماضية التي حصلت في الماضي البعيد او القريب، ان التاريخ امر واقع ودراسة التاريخ امر مهم لما كان عليه الحال من اجل التنبؤ بما سيكون عليه واقع الحال في المستقبل او تأثير تلك المشكلة او الحدث في وقتها وتاثيراتها او علاقتها بالوقت الحاضر او المستقبل سلبا او ايجابا، وتكمن اهمية الدراسات التاريخية في البحوث العلمية من خلال  استعادة ربط وتركب الأحداث والوقائع الماضي بطريقة منهجية وعلمية على شكل حقائق علمية تاريخية قد تشمل افكارا ومبادئ ونظريات وقواعد واعراف ومدراس فقهية ومؤسسات اجتماعية وانسانية وسياسية واقتصادية ثقافية او حركات تحرر وثورات وحروب غير ذلك، وفي مجال اعمال خدمة الامن فانه يمكن الاستفادة من المنهج التاريخي في تتبع الانشطة المختلفة وخاصة في مجال الجاسوسية وتطور المواضيع المتعلقة بالأمن خلال الفترات الزمنية الماضية.
ويوصف المنهج التاريخي بانه : الطريقة التي يتم فيها تحليل وتفسير وتقيم الحوادث التاريخية من اجل  فهم وايجاد الحلول للمشاكل المعاصرة المشابهة لها وامكانية معرفة ما سيكون عليه واقع الحال في المستقبل.

عناصر ومراحل المنهج التاريخي:
1 ـ تحديد المشكلة المراد بحثها.
2 ـ جمع وحصر الوثائق التاريخية المتعلقة بها.
3 ـ فحص درجة التوثق من الوثائق التاريخية وامكانية النقد.
 4-  الوصول الى نتائج عن طرق الوصف التاريخي.

ثانيا-المنهج الوصفي:-
    وهو يصف الظواهر وصفا موضوعيا من خلال البيانات التي يتم الحصول عليها باستخدام أدوات وتقنيات البحث العلمي ويسمى عند البعض ايضا بالمنهج الاحصائي والذي يعتمد على تحليل تلك البيانات، وقد ارتبطت ولادة هذا المنهج بالمسوحات الاجتماعية والدراسات التي حصلت في كل من فرنسا وانكلترا، وكذلك بالدراسات الأنثربولوجية (يبحث في أصول الشعوب المختلفة وخصائصها وتوزّعها وعلاقاتها بعضها ببعض) في الولايات المتحدة.
ويعتمد المنهج الوصفي على جمع الحقائق والمعلومات ومقارنتها وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات مقبولة وربط الأحداث والمواضيع التي تم إستثمارها في البحث، أو هو دراسة وتحليل وتقييم وتفسير الظواهر من خلال تحديد خصائصها وأبعادها والعلاقات بينها، بهدف الوصول إلى وصف علمي وشامل لها، ويتعدى هذا الدور ليشمل تحليل البيانات وقياسها وتفسيرها والتوصل إلى وصف دقيق للظاهرة ونتائجها، ان الأصل في المنهج الوصفي هو التعامل مع البيانات.
ويعتبر المنهج الوصفي أكثر أنواع المناهج انتشارا واستخداما، ويستخدم عادة في البحوث التربوية يقوم على دراسة الظواهر كما هي في الواقع والتعبير عنها بشكل كمي وكيفي وقد يصل الامر الى مرحلة النقد .

أقسام المنهج الوصفي:
 1-  البحوث المسحية (المسوحات).
 2-  البحوث الوصفية طويلة الاجل او تسمى ايضا بالبحوث المتتابعة او التتابعية.
 3- بحوث دراسة الحالة.
 4-  بحوث تحليل العمل والنشاط.
 5- البحث المكتبي او الوثائقي.

خطوات المنهج الوصفي:
 1- اختيار وتحديد مشكلة البحث.
 2- تحويل مشكلة البحث الى صيغة سؤال باستخدام ادوات السؤال مثل من اجل الاجابة عليه: هل، كيف، اين، ..الخ وقد يكون هناك سؤالا واحد او اكثر مثلا ذلك لو كان الموضوع الجاري البحث فيه هو اضرار التدخين فيمكن ان تكون مشكلة البحث هي: هل للتدخين علاقة بالمشاكل الاجتماعية، هل يمكن ترك التدخين بسهولة ؟
 3- تحديد الفروض: وتحديد الفروض يعني توضيح اوجه الربط بين مشكلة البحث وما يمكن طرحه في البحث من اجل التوصل الى نتائج معينة ومنها على سبيل المثال ما تم طرحه في مشكلة البحث الخاصة بالتدخين فتكون الفروض عندها:-
-         وجود تاثير واضح للمشاكل الاجتماعية على انتشار التدخين.
-         وجود امكانية لترك التدخين مع توفر الارادة وطرق العلاج الاخرى.
 4- وضع خطة البحث: تقسيمه حسب الموضوعات: فصول، مطالب، فروع.
 5- اجراء مقارنة بين الفروض ونتائج البحث ومدى حصول عملية مطابقة او توافق معها.

عيوب المنهج الوصفي:
 1-  الاعتماد على معلومات خاطئة يعطي نتائج خاطئة.
 2- تحيز الباحث في جمع المعلومات من مصادر معينة وتوجيهها بالاتجاه الذي يريده.
3- محدودية امكانية الدراسات الوصفية في التنبؤ بشكل شامل وتام بالظاهرة الاجتماعية  بسبب سرعة تغييرها او امكانية اختلافها من مجتمع لأخر.
 4- وجود التشابه والتماثل في العديد من الدراسات التي تتناول ظاهرة معينة.

ثالثا- المنهج التجريبي :-
    يعتبر المنهج التجريبي من أفضل المناهج البحثية والذي يعتمد على وجود المتغير الذي له علاقة بمشكلة البحث في محاولة للبحث عن الحقيقة وتفسيرها والتنبؤ بها ومن ثم امكانية التحكم فيها، ولا يوجد اتفاق على تحديد ماهية هذا المنهج الا انه هناك طروحات لمفهومه على اعتبار انه يستخدم في البداية في تثبيت وقائع خارجة عن العقل من خلال التجارب من اجل تطويع بعض العوامل ذات العلاقة بالموضوع الجاري بحثه.


مقومات المنهج التجريبي:
 ان المنهج التجريبي يتعامل مع الظواهر والوقائع الخارجية والتي تقبل التجربة  يتألف المنهج التجريبي من ثلاثة مقومات أساسية هي:-
1 ـ الملاحظـة: وهي الخطوة الأولى ومن أهم عناصر البحث التجريبي، وأكثرها أهمية وتأثيرا لأنها الأساس لبقية عناصر المنهج التجريبي والتي تأتي بعدها حيث تساهم الملاحظة في وضع الفرضيات وكذلك اظهار الحاجة الى إجراء التجارب على الفرضيات التي يتم اعتمادها في البحث لاستخراج القواعد والقوانين والنظريات التي تفسر الظواهر والوقائع.
2 ـ الفرضيات: وهي العنصر الثاني والمهم والذي يأتي بعد الملاحظة العلمية في المنهج التجريبي وهي عنصر تحليل وهي تعني الاستنتاج او التخمين وامكانية تحقق واقعة معينة من عدمها.
 عملية التجريب: وهي مرحلة لاحقة بعد تكوين الفرضيات وهي ضرورية لأثبات الفرضيات او عدم اثباتها والتي من الممكن ان تتحول الى قواعد او نظريات علمية.

عيوب المنهج التجريبي.
1- يعتمد على المنهج الوصفي في وضع الفروض اي لا تكون هناك نتائج جديدة.
2- عينة البحث لا يمكن ان تمثل الحقيقة وبالتالي صعوبة التعميم.
3- نتائج التجارب تتغير بتغير العينات من حيث العدد والنوع.

 وعلى الرغم من تلك العيوب الا انه يمكن الاستفادة من المنهج التجريبي في العديد من الظواهر الاجتماعية والقانونية والإدارية والامنية  مثل البحوث والدراسات المتعلقة بالجريمة المنظمة او الجريمة عبر الوطنية او ظاهرة الارهاب  او النزوح واللجوء وغيرها.

رابعا- المنهج المقارن:-
    يستخدم هذا النوع من انواع البحث العلمي في الدراسات القانونية والاجتماعية، كمقارنة ظاهرة اجتماعية او قانونية في مجتمع معين بنفس الظاهرة في مجتمع آخر، ويعتمد على فكرة التعمق والدقة في الدراسة والتحكم في موضوع البحث، ان الاصل في المنهج المقارن هو المقايسة بين ظاهرتين او حالتين او حادثتين او منظومتين او اكثر وغير ذلك من خلال بيان اوجه التشابه والاختلاف بينها، ولعل طبيعة العلوم القانونية هي التي جعلت من المنهج المقارن من اكثر المناهج استعمالا في البحوث العلمية المتصلة بها وأكثرها شيوعا كونه يمكن الباحثين من :-
 1- بيان اوجه الاختلاف والتشابه والغث والسمين والمنقول والاصلي والنافع والضار والكامل والناقص والعام والخاص وان كانت بنسب مختلفة.
 2- ما يمكن اعتماده ما يمكن تجاوزه.
 3- ما هو ايجابي وما هو سلبي او العيوب والمحاسن.
 4- اظهار مراحل التطور وفترات التباين مع الغير.
 5- التكافؤ والتناظر والمشاركة.
 6- التعدد في استخدام الوسائل.

خامسا- المنهج الاستدلالي:-
     وهو احد المناهج العلمية المستخدمة في البحث العلمي والذي يعتمد على المبادئ العامة والنظريات ويبدأ من مسائل مسلم بها ليصل الى نتيجة ولا يشرط ذلك وجود تجربة معينة  كما هو واقع حال العمليات الحسابية من غير الحاجة الى التجربة لأثبات صحة النتائج، وهو منهج يعتمد اسلوب التسلسل في المواضيع المعنية للوصول الى مواضيع اخرى مستنتجة والتي بدورها تكون قاعدة لنتائج اخرى مستنتجة وهكذا.

الادوات المستعملة في المنهج الاستدلالي:
 1- استخدام التأمل الذهني - للقيام بجميع الفعاليات اي التفكير بها قبل تحويلها الى ارض الواقع.
 2- القياس- استخدام الذهن في قياس مواضيع مسلم بها للحصول على نتائج افتراضية.
 3- التركيب- يعني استخدام نتائج صحيحة والبناء عليها للحصول على نتائج اخرى.
 4- الربط بين المقدمات والنتائج.

ومما يعاب على المنهج الاستدلالي هو عجزة عن تلبية متطلبات بعض العلوم القانونية والامنية كونها تمتاز بمجموعة من الخصائص اهمها:-
 1-  التغيير.
 2-  الخصوصية.
 3- التعقيد.
 4- التجزء.
 5- الواقعية غير المثالية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق